فإن كان الشيء شاذّاً في السماع مطّرداً في القياس تحاميتَ ما تحامت العربُ من ذلك وجريت في نظيره على الواجب في أمثاله .
من ذلك امتناعك من وذر وودَع لأنهم لم يقولوهما ولا غَرو عليك أن تستعمل نظيرهما نحو وَزن ووعد لو لم تسمعهما .
ومن ذلك استعمال ( أن ) بعد كاد نحو قولك : كاد زيد أن يقوم وهو قليلٌ شاذّ في الاستعمال وإن لم يكن قبيحاً ولا مَأْبيّاً في القياس .
ومن ذلك قول العرب : أقائم أخواك أم قاعدان هكذا كلامهم .
قال أبو عثمان : والقياس مُوجب أن تقول أقائم أخوَاك أم قاعدٌ هُما إلا أن العربَ لا تقولهَ إلا قاعدان فتضلُ الضمير والقياسُ يوجبُ فَصْله ليُعادل الجملة الأولى .
ذكر نبذ من الأمثلة الشاذة في القياس المطّردة في الاستعمال .
قال الفارابي في ديوان الأدب : يقال أحْزَنه يَحْزُنُه قال تعالى : ( ولا يحزنك ) وهذا شاذٌ وكان القياس يُحزنه ولم يُسْمَع .
ويقال : أحَمَّه اللّه من الحمَّى فهو محموم وهو من الشَّواذ والقياسُ مُحَمّ .
وأجنَّه اللّه من الجنون فهو مُجَنّ وهو من الشواذّ .
قال : ومن الشواذّ باب فَعل يفعل بكسر العين فيهما وكوَرث وورع ووبق ووثق ووفق وومقَ وورم ووري الزَّند وَوَلي ولاية وَيَبس يَيَبس لَغة في يبس لَغة يبس يَيْبس ويقال : أورس الشَجر إذا اصفرَّ ورقه فهو وارس ولا يقال مُورس وهو من الشواذ . ومن الشواذ أيضاً قولهم : القَوْد والعَوَر والخَوَل والخور وقولهم : أحوجني الأمر وأرْوَح اللحم وأسْود الرجل من سواد لون الولد وأحوز الإبل أي