وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حينئذ من أين تؤكل الكتف فيما ينشئه من ذات نفسه واستعان بالمحفوظ على الغريزة الطبيعية ألا ترى أن صاحب الاجتهاد من الفقهاء يفتقر إلى معرفة آيات الأحكام وأخبار الأحكام وإلى معرفة الناسخ والمنسوخ من الكتاب والسنة وإلى معرفة علم العربية وإلى معرفة الفرائض والحساب من المعلوم والمجهول من أجل مسائل الدور والوصايا وغيرها وإلى معرفة إجماع الصحابة فهذه أدوات الاجتهاد فإذا عرفها استخرج بفكرته حينئذ ما يؤديه إليه اجتهاده كما فعل أبو حنيفة والشافعي ومالك وغيرهم من أئمة الاجتهاد وكذلك يجري الحكم في الكتاب إذا أحب الترقي إلى درجة الاجتهاد في الكتابة فإنه يحتاج إلى أشياء كثيرة قد ذكرتها في صدر كتابي هذا إلا أن رأسها وعمودها وذروة سنامها ثلاثة أشياء هي حفظ القرآن الكريم والإكثار من حفظ الأخبار النبوية والأشعار .
وحيث انتهى بنا القول إلى هذا الموضع فأول ما أبدأ به على عقب ذلك أن أقول .
حل الأبيات الشعرية ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
الأول منها وهو أدناها مرتبة أن يأخذ الناثر بيتا من الشعر فينثره بلفظه من غير زيادة وهذا عيب فاحش ومثاله كمن أخذ عقدا قد أتقن نظمه وأحسن تأليفه فأوهاه وبدده وكان يقوم عذره في ذلك أن لو نقله عن كونه عقدا إلى صورة أخرى مثله أو أحسن منه وأيضا فإنه إذا نثر الشعر بلفظه كان صاحبه مشهور السرقة فيقال هذا شعر فلان بعينه لكون ألفاظه باقية لم يتغير منها شيء وقد سلك هذا المسلك بعض العراقيين فجاء مستهجنا لا مستحسنا .
كقوله في بعض أبيات الحماسة .
( وَأَلَدَّ ذِي حَنَقٍ عَلَيَّ كَأَنَّمَا ... تَغْلِي عَدَاوَةُ صَدْرِهِ فِي مِرْجَلِ ) .
( أرْجَيْتُهُ عَنِّي فأبْصَرَ قَصْدَهُ ... وَكَوَيْتُهُ فَوْقَ النَّوَاظِرِ مِنْ عَلِ ) .
فقال في نثر هذين البيتين فكم لقي ألد ذي حنق كأنه ينظر إلى الكواكب من عل وتغلي عداوة صدره في مرجل فكواه فوق ناظريه وأكبه لفمه ويديه .
فلم يزد هذا الناثر على أن أزال رونق الوزن وطلاوة النظم لا غير