( مُنَى النَّفْسِ في أَسْمَاءَ لَوْ تَسْتَطِيعُهَا ... ) وهي قصيدة مدح بها الخليفة المتوكل Cِ وذكر فيها حديث الصلح بين بني تغلب فمما جاء فيها قوله .
( رَفَعْتَ بِضَبْعَيْ تَغْلِب ابْنَةِ وَائِلِ ... وَقَدْ يَئِسَتْ أَنْ يَسْتَقِلَّ صَريعُهَا ) .
( فَكُنْتَ أَمِينَ الله مَوْلَى حَيَاتِهَا ... وَمَوْلاَكَ فَتْحٌ يَوْمَ ذَاكَ شَفِيعُهَا ) .
( تَأَلَّفْتَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا شَرَّدَتْ بِهِمْ ... حَفَائِظُ أَخْلاقٍ بَطِيءٍ رُجُوعُهَا ) .
( فَأَبْصَرَ غَاوِيهَا المَحَجَّةَ فَاهْتَدَى ... وأَقْصَرَ غَالِيهَا وَدَاني شُسُوعُهَا ) .
فقوله ( تألفتهم من بعد ما شردت بهم ) يجوز أن تخفف لفظة ( شردت ) ويجوز أن تثقلِ والثقيل هو الوجه لأنه في مقام الإصلاح بين قوم تنازعوا واختلفواِ وتباينت قلوبهم وآراؤهمِ وكل ما يجيء من الألفاظ على هذا النحو فينبغي أن يجري هذا المجرى .
وههنا نكتة لا بد من التنبيه عليهاِ وذلك أن قوة اللفظ لقوة المعنى لا تستقيم إلا في نقل صيغة إلى صيغة أكثر منهاِ كنقل الثلاثي إلى الرباعيِ وإلا فإذا كانت صيغة الرباعي مثلاً موضوعة لمعنى فإنه لا يراد به ما أريد من نقل الثلاثي إلى مثل تلك الصيغة .
ألا ترى أنه إذا قيل في الثلاثي قتل ثم نقل إلى الرباعي فقيل قتَّل - بتشديد التاء - فإن الفائدة من هذا النقل هي التكثير أي أن القتل وجد منه كثيراًِ وهذه الصيغة الرباعية بعينها لو وردت من غير نقل لم تكن دالة على التكثيرِ كقوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً ) فإن كلم على وزن قتَّلِ ولم يرد به التكثيرِ بل أريد به أنه خاطبهِ سواء كان خطابه إياه طويلاً أو قصيراًِ قليلاً أو كثيراًِ وهذه اللفظة رباعيةِ وليس لها ثلاثي نقلت عنه إلى الرباعيِ لكن قد وردت بعينها ولها ثلاثي ورباعي فكان الرباعي أكثر وأقوى فيما دل عليه من المعنى وذاك