فمن ذلك قول البحتري .
( غَمَامُ سَمَاحٍ لاَ يَغِبُّ لَهُ حَياً ... وَمِسْعَرُ حَرْبٍ لاَ يَضِيعُ لَهُ وِتْرُ ) .
فإذا قدرنا أداة التشبيه ههنا قلنا سماح كالغمام ولا يقدر إلا هكذا والمبتدأ في هذا البيت محذوف وهو الإشارة إلى الممدوح كأنه قال هو غمام سماح .
ومن هذا النوع ما يشكل تقدير أداة التشبيه فيه على غير العارف بهذا الفن كقول أبي تمام .
( أَيُّ مَرْعَى عَيْنٍ وَوَادِي نَسِيبِ ... لَحَبَتْهُ الأَيَّامُ فِي مَلْحُوبِ ) .
ومراد أبي تمام أن يصف هذا المكان بأنه كان حسنا ثم زال عنه حسنه فقال إن العين كانت تلتذ بالنظر إليه كالتذاذ السائمة بالمرعى فإنه كان يشبب به في الأشعار لحسنه وطيبه وإذا قدرنا أداة التشبيه ههنا قلنا كأنه كان للعين مرعى وللنسيب منزلا ومألفا .
وإذا جاء شيء من الأبيات الشعرية على هذا الأسلوب أو ما جرى مجراه فإنه يحتاج إلى عارف بوضع أداة التشبيه فيه