( إن سُمَيراً عبدٌ طغَى سَفَهاً ... ساعده أعبُدٌ لهم نَطَفُ ) .
قال ثم أرسل مالك بن العجلان إلى بني عمرو بن عوف يؤذنهم بالحرب ويعدهم يوما يلتقون فيه وأمر قومه فتهيؤوا للحرب وتحاشد الحيان وجمع بعضهم لبعض .
وكانت يهود قد حالفت قبائل الأوس والخزرج إلا بني قريضة وبني النضير فإنهم لم يحالفوا أحدا منهم حتى كان هذا الجمع فأرسلت إليهم الأوس والخزرج كل يدعوهم إلى نفسه فأجابوا الأوس وحالفوهم والتي حالفت قريظة والنضير من الأوس أوس الله وهي خطمة وواقف وأمية ووائل فهذه قبائل أوس الله .
ثم زحف مالك بمن معه من الخزرج وزحفت الأوس بمن معها من حلفائها من قريظة والنضير فالتقوا بفضاء كان بين بئر سالم وقباء وكان أول يوم التقوا فيه فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انصرفوا وهم منتصفون جميعا ثم التقوا مرة أخرى عند أُطُمِ بني قينقاع فاقتتلوا حتى حجز الليل بينهم وكان الظفر يومئذ للأوس على الخزرج فقال أبو قيس بن الأسلت في ذلك .
( لقد رأيتُ بني عمروٍ فما وهَنُوا ... عند اللقاء وما هَمُّوا بتكذيبِ ) .
( ألاَ فِدىً لَهُمُ أُّمِّي وما ولَدَتْ ... غداةَ يَمْشُون إرْقَالَ المَصَاعيبِ ) .
( بكلِّ سَلْهَبةٍ كالأيْمِ ماضيةٍ ... وكلِّ أبيضَ ماضي الحدّ مخشوبِ ) .
أصل المخشوب الحديث الطبع ثم صار كل مصقول مخشوبا فشبهها بالحية في انسلالها .
الأوس والخزرج يقبلون بحكم ثابت بن المنذر .
قال فلبث الأوس والخزرج متحاربين عشرين سنة في أمر سمير يتعاودون القتال في تلك السنين وكانت لهم فيها أيام ومواطن لم تحفظ فلما رأت