أعز أهل يثرب وقام رجل آخر فقال بل أحيحة بن الجلاح أعز أهل يثرب وكثر الكلام فقبل الرسول الغطفاني قول الثعلبي الذي كان جارا لمالك بن العجلان ودفعهما إلى مالك فقال كعب الثعلبي ألم أقل لكم إن حليفي أعزكم وأفضلكم فغضب رجل من بني عمرو بن عوف يقال له سمير فرصد الثعلبي حتى قتله فأخبر مالك بذلك فأرسل إلى بني عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس إنكم قتلتم منا قتيلا فأرسلوا إلينا بقاتله فلما جاءهم رسول مالك تراموا به فقالت بنو زيد إنما قتلته بنو جحجبى وقالت بنو جحجبى إنما قتلته بنو زيد ثم أرسلوا إلى مالك إنه قد كان في السوق التي قتل فيها صاحبكم ناس كثير ولا يدرى أيهم قتله وأمر مالك أهل تلك السوق أن يتفرقوا فلم يبق فيها غير سمير وكعب فأرسل مالك إلى بني عمرو بن عوف بالذي بلغه من ذلك وقال إنما قتله سمير فأرسلوا به إلي أقتله فأرسلوا إليه إنه ليس لك أن تقتل سميرا بغير بينة وكثرت الرسل بينهم في ذلك يسألهم مالك أن يعطوه سميرا ويأبون أن يعطوه إياه .
ثم إن بني عمرو بن عوف كرهوا أن ينشبوا بينهم وبين مالك حربا فأرسلوا إليه يعرضون عليه الدية فقبلها فأرسلوا إليه إن صاحبكم حليف وليس لكم فيه إلا نصف الدية فغضب مالك وأبي أن يأخذ فيه إلا الدية كاملة أو يقتل سميرا فأبت بنو عمرو بن عوف أن يعطوه إلا دية الحليف وهي نصف الدية ثم دعوه أن يحكم بينهم وبينه عمرو بن امرئ القيس أحد بني الحارث بن الخزرج وهو جد عبد الله بن رواحة ففعل فانطلقوا حتى جاءوه في بني الحارث بن الخزرج فقضى على مالك بن العجلان أنه ليس له في حليفه إلا دية الحليف وأبى مالك أن