قال فغضب المأمون وقال أنا في وجه عدو وأحض الناس على الغزو وأنت تذكرهم نزهة بغداد فقلت الشيء بتمامه ثم قلت .
( فصحوت بالمأمون عن سُكُري ... ورأيت خير الأمر ما اختارا ) .
( ورأيت طاعته مؤديةً ... للفَرض إعلاناً وإسرارا ) .
( فخلعتُ ثوب الهزل عن عنقي ... ورضِيتُ دارَ الجِدّ لي دارا ) .
( وظللتُ معتصماً بطاعته ... وجِواره وكفَى به جارا ) .
( إن حَلّ أرضاً فهْي لي وطن ... وأسير عنها حيثما سارا ) .
فقال له يحيى بن أكثم ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين أخبر أنه كان في سكر وخسار فترك ذلك وارعوى وآثر طاعة خليفته وعلم أن الرشيد فيها فسكن وأمسك .
حدثني الصولي قال حدثني محمد بن يحيى بن أبي عباد قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات عن أبيه قال .
دعا المعتصم ذات يوم المأمون فجاءه فأجلسه في بيت على سقفه جامات فوقع ضوء الشمس من وراء تلك الجامات على وجه سيما التركي غلام المعتصم وكان المعتصم أوجد الناس به ولم يكن في عصره مثله فصاح المأمون يا أحمد بن محمد اليزيدي وكان حاضراً فقال انظر إلى ضوء الشمس على وجه سيما التركي أرأيت أحسن من هذا قط وقد قلت .
( قد طلعت شمس على شمس ... وزالت الوحشة بالأنس )