أمر لي بمال وقد حضر من شخوصه ما قد علمت فأحب أن تذكر أبا علي يحيى بن خالد أمره ليعجله إلي فقال نعم ثم عدت بعد ذلك بيومين فقال لي يتفخم في لفظه ما أصبت بحاجتك موضعاً قال قلت فاجعلها منك أكرمك الله ببال .
فلما خرجت لحقني بعض من كان في المجلس فقال لي يا أبا محمد إني لأربأ بك أن تأتي هذا الكلب أو تسأله حاجة قلت وكيف قال سمعته يقول وقد وليت لو أن بيدي دجلة والفرات ما سقيت هذا منها شربة فقيل له ولم ذاك أصلحك الله فإن له قدرا وعلما قال لأنه من مضر ما رأيت مضريا قط يحب اليمانية .
قال فأحببت ألا أعجل فعدت إليه من غد فقلت هل كان منك أكرمك الله في الحاجة شيء فقال والله لكأنك تطلبنا بدين فتحقق عندي ما بلغني عنه فقلت له لا قضى الله هذه الحاجة على يدك ولا قضى لي حاجة أبداً إن سألتكها والله لا سلّمت عليك مبتدئاً أبداً ولا رددت عليك السلام إن بدأتني به ونفضت ثوبي وخرجت .
فإني لأسير وأفكر في الحيلة لحاجتي إذا براكب يركض حتى لحقني فقال بعثني إليك أبو علي يحيى بن خالد لتقف حتى يلحقك فرجعت مع رسوله إليه فلقيته وكان قريبا فسلمت عليه ثم سايرته فقال لي إن أمير المؤمنين أمرني أن آمرك بطلب مؤدّب لابنه صالح فإني أحدّثك حديثاً حدثني به أبي خالد بن برمك أن الحجاج بن يوسف أراد مؤدباً لولده فقيل له ها هنا رجل نصراني عالم وها هنا مسلم ليس علمه كعلم النصراني قال ادعوا لي المسلم .
فلما أتاه قال ألا ترى يا هذا أنّا قد دللنا على نصراني قد ذكروا أنه أعلم منك غير أني كرهت أن أضم إلى ولدي من لا ينبّههم للصلاة عند