وحجّ فشكا ذلك إلى موسى بن جعفر فقال له موسى إن كنت صادقا عليه فليس يموت حتى يفقد عقله وإن كنت قد تحققت ذلك عليه فلا تساكنه في منزلك ولا تطعمه شيئاً من مالك في حياتك وأخرجه عن ميراثك بعد وفاتك .
فقدم فطرده وأخرجه من منزله وسأله الفقهاءعن حيلة يشهد بها في ماله حتى يخرجه عن ميراثه فدلّوه على السبيل إلى ذلك فأشهد به وأوصى إلى رجل فلما مات الرجل حاز ميراثه ومنع منه جعيفران فاستعدى عليه أبا يوسف القاضي فأحضر الوصيّ وسأل جعيفران البينة على نسبه وتركة أبيه فأقام على ذلك بينة عدة وأحضر الوصي بيّنة عدولا على الوصية يشهدون على أبيه بما كان احتال به عليه .
فلم ير أبو يوسف ذلك شيئاً وعزم على أن يورثه فدفعه الوصي عن ذلك مرات بعلل ثم عزم أبو يوسف على أن يسجل لجعيفران بالمال فقال له الوصي أيها القاضي أنا أدفع هذا بحجة واحدة بقيت عندي فأبى أبو يوسف أن يقبل منه وجعل جعيفران يحرّج عليه ويقول له قد ثبت عندك أمري فبأي شيء تدافعني وجعل الوصي يسأله أن يسمع منه منفردا فيأبى ويقول لا أسمع منك إلا بحضرة خصمك فقال له أجّلني إلى غد فأجله فجاء إلى منزله وكتب رقعة خبره فيها بحقيقة ما أفتى به موسى بن جعفر ودفعها إلى صديق لأبي يوسف فدفعها إليه فلما قرأها دعا الوصي واستحلفه أنه قد صدق في ذلك فحلف باليمين الغموس فقال له اغد عليّ غدا مع صاحبك فحضر وحضر جعيفران معه فحكم عليه أبو يوسف للوصي فلما أمضى الحكم عليه وسوس جعيفران واختلط منذ يومئذٍ .
وأخبرني بجمل أخباره المذكورة في هذا الكتاب علي بن العباس بن أبي