نظر دعبل يوماً في المرآة فجعل يضحك وكانت في عنفقته سلعة فقلت له من أي شيء تضحك قال نظرت إلى وجهي في المرآة ورأيت هذه السلعة التي في عنفقتي فذكرت قول الفاجر أبي سعد .
( وسَلْعَة سَوء به سَلْعَةٌ ... ظلمتُ أباه فلم ينتصر ) .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال قال عبد الله بن الحسن بن أحمد مولى عمر بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن علي الطالبي قال .
لقيت دعبل بن علي فحدثني أن أبا عمرو الشيباني سأله ما هو دعبل فقلت له لا أدري فقال إنها الناقة المسنة قال محمد بن علي الطالبي ثم تحدثنا ساعة فقلت أما ترى لأبي سعد يا أبا علي وانهماكه في هجائك فقال دعبل لكني لم أقل فيه إلا أبياتاً سخيفة يلعب بها الصبيان والإماء وأنشدني قوله فيه .
( يا أبا سعد قَوْصَره ... زاني الأخت والمره ) .
( لو تراه محنّباً ... خلته عقد قنطره ) .
( أو ترى الأير في استه ... قلتَ ساقٌ بمِقطَره ) .
قال محمد فقلت لدعبل دع عنك ذا فقد الله أوجعك الرجل فإن أجبته بجواب مثله انتصفت وإلا فإن هذا اللغو الذي فخرت به يسقط وتفضح