استحقه أحد بعينه بعد وليس له صاحب فإذا وجد على رجل جعل ذلك الشعر فيه وذكر اسمه في الشعر .
وقد أخبرني الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن أحمد بن أبي كامل بهذا الخبر بعينه وزاد فيه فيما ذكر ابن أبي كامل أنه كان عند صالح هذا في يوم أخذه ديك دعبل قال وهو صالح بن بشر بن صالح بن الجارود العبدي .
أخبرني محمد بن عمران قال حدثني العنزي قال حدثني أحمد بن محمد بن أبي أيوب قال .
مدح دعبل أبا نضير بن حميد الطوسي فقصر في أمره ولم يرضه من نفسه فقال عند ذلك دعبل فيه يهجوه .
( أبا نَضِير تَحلحلْ عن مجالِسنا ... فإن فيك لمن جاراك منتقَصا ) .
( أنت الحِمار حُرناً إن وقعتَ به ... وإن قصدْتَ إلى معروفه قَمَصا ) .
( إني هززْتُك لا آلوك مجتهِداً ... لو كنتَ سيفاً ولكني هززْت عصا ) .
قال فشكاه أبو نَضير إلى أبي تمام الطائي واستعان به عليه فقال أبو تمام يجيب دعبلا عن قوله ويهجوه ويتوعده .
( أَدعبِلُ إن تطاولَت الليالي ... عليك فإن شِعري سمّ ساعَهْ ) .
( وما وَفد المشيب عليك إلا ... بأخلاق الدناءة والضّراعه ) .
( ووجهُك إن رضيتَ به نَديماً ... فأنت نَسيج وحدِك في الرّقاعه ) .
( ولو بُدّلتَه وجهاً بوَجه ... لما صلَّيتَ يوماً في جماعه )