أعرابي من بني هلال فاشتكى واستماح بكلام فصيح ولفظ مثله يعطف المسؤول فقال له جعفر بن يحيى أتقول الشعر يا هلالي فقال قد كنت أقوله وأنا حدث أتملح به ثم تركته لما صرت شيخا قال فأنشدنا لشاعركم حميد بن ثور فانشده قوله .
( لِمَنِ الدِّيارُ بجانب الحُمْسِ ... كمَحَطِّ ذي الحاجاتِ بالنّفْسِ ) .
حتى أتى على آخرها فاندفع أشجع فأنشده مديحا له فيه قاله لوقته على وزنها وقافيتها فقال .
( ذهبَتْ مكارِمُ جَعْفَرٍ وفِعالُه ... في النّاس مِثْلَ مذاهب الشمْسِ ) .
( مَلك تسوسُ له المَعَالِي نفسُه ... والعقلُ خَيْرُ سياسةِ النّفْسِ ) .
( فإذا تراءتْه المُلوكُ تراجَعوا ... جَهْرَ الكلام بمَنْطِقٍ هَمْسِ ) .
( سادَ البرامِكَ جَعْفرٌ وهم الأُلى ... بعد الخلائف سادَةُ الإنْسِ ) .
( ما ضرَّ مَنْ قَصَدَ ابنَ يَحيى راغباً ... بالسّعْدِ حلَّ به أم النَّحسِ ) .
فقال له جعفر صف موضعنا هذا فقال .
( قُصُورُ الصالِحيَّة كالعَذارَى ... لَبِسْنَ ثيابَهُنَّ ليَوْمِ عُرْسِ )