( نظرتُ وطالَ الفِكْر فيك فلم أَجِد ... رَحاك جَرَت إلاّ لأَخْذِ الدَّراهمِ ) .
فخرج سفيان وفي يده عصا وصاح خذوا الفاسق فهرب ابن مناذر منه وأذن لنا فدخلنا .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو بكر المؤدب قال حدثني محمد بن قدامة قال .
سمعت سفيان بن عيينة يقول لابن مناذر يا أبا عبد الله ما بقي أحد أخافه غيرك وكأني بك قد مت فرثيتني فلما مات سفيان بن عيينة قال ابن مناذر يرثيه .
( راحوا بسُفيانَ على نَعْشِه ... والعِلْمُ مَكسُوّيْن أكْفانا ) .
( إنّ الذي غُودِرَ بالمُنْحَنَى ... هَدَّ من الإِسلام أَركانا ) .
( لا يُبعِدَنْكَ اللهُ من مَيّتٍ ... وَرَّثْنا عِلْماً وأحزانا ) .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ قال .
حدثني شيخ من أهل الكوفة يقال له عوام قال سمعت سفيان بن عيينة وقد تكلم بكلام استحسن فسأله محمد بن مناذر أن يمليه عليه فتبسم سفيان وقال له هذا كلام سمعتك تتكلم به فاستحسنته فكتبته عنك قال وعلى ذلك أحب أن تمليه علي فإني إذا رويته عنك كان أنفق له من أن أنسبه إلى نفسي .
قال عوام وأنشدني ابن عائشة لابن مناذر يرثي سفيان بن عيينة بقوله .
( يَجْنِي من الحِكْمة نُوّارَها ... ما تَشْتَهي الأنْفُسُ ألوانا ) .
( يا واحدَ الأمَّة في عِلْمِه ... لَقِيتَ من ذِي العَرش غُفرانا ) .
( راحوا بسُفْيانَ على نَعْشِه ... والعلمِ مَكْسُوَّين أكفانا )