( وإنِّي لعاليها وإني لخائفٌ ... لِما قال يَومَ الثَّعْلَبِيَّة حَلْبَسُ ) .
قال ويقال إن هذا آخر شعر قاله فلما توسط الفلاة نزل عن راحلته فنفرت منه ولم تكن تنفر منه وعليها شرابه وطعامه فلما دنا منها نفرت حتى مات فيقال إنه قال عند ذلك .
( ألاَ أبلغِ الفِتيان عنِّي رِسالةً ... أهِينوا المَطايا هُنَّ أهْلُ هَوَانِ ) .
( فقد تركَتْنِي صَيْدَحٌ بمَضلَّةٍ ... لِسانِيَ مُلْتَاثٌ مِنَ الطلَّوَانِ ) .
قال هارون وأخبرني أحمد بن محمد الكلابي بهذه القصة وذكر أن ناقته وردت على أهله في مياههم فركبها أخوه وقص أثره حتى وجده ميتا وعليه خلع الخليفة ووجد هذين البيتين مكتوبين على قوسه .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز عن الرياشي عن الأصمعي عن أبي الوجيه قال .
دخلت على ذي الرمة وهو يجود بنفسه فقلت له كيف تجدك قال أجدني والله أجد ما لا أجد أيام أزعم أني أجد ما لم أجد حيث أقول .
( كأنّي غداة الزُّرْق يا مَيُّ مُدْنَفٌ ... يَجودُ بنَفْسٍ قد أحَمَّ حِمَامُها ) .
( حِذارَ اجْتذامِ البَيْن أقرانَ نيّة ... مُصَابٌ ولوعاتُ الفؤاد انجذامُها ) .
قال وكان آخره ما قاله .
( يا ربّ قد أشرفَتْ نَفْسِي وقد عَلِمَتْ ... عِلْماً يقيناً لقد أحصَيْتَ آثاري ) .
( يا مُخرجَ الرّوح من جسمي إذا احْتُضِرَت ... وفارِجَ الكَرْبِ زَحْزحني عن النَّارِ ) .
قال أبو الوجيه وكانت منيته هذه في الجدري وفي ذلك يقول