وقيل بل كان يصيبه في صغره فزع فكتبت له تميمة فعلقها بحبل فلقب بذلك ذا الرمة .
ونسخت من كتاب محمد بن داود بن الجراح حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات عن محمد بن صالح العدوي عن أبيه وعن أشياخه وعدة من أهل البادية من بني عدي منهم زرعة بن أذبول وابنه سليمان وأبو قيس وتميم وغيرهم من علمائهم .
أن أم ذي الرمة جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدوي وهو يقرىء الأعراب بالبادية احتسابا بما يقيم لهم صلاتهم فقالت له يا أبا الخليل إن ابني هذا يروع بالليل فاكتب لي معاذة أعلقها على عنقه فقال لها ائتيني برق أكتب فيه قالت فإن لم يكن فهل يستقيم في غير رق أن يكتب له قال فجيئيني بجلد فأتته بقطعة جلد غليظ فكتب له معاذة فيه فعلقته في عنقه فمكث دهرا ثم إنها مرت مع ابنها لبعض حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأٍ من أصحابه ومواليه فدنت منه فسلمت عليه وقالت يا أبا الخليل ألا تسمع قول غيلان وشعره قال بلى فتقدم فأنشده وكانت المعاذة مشدودة على يساره في حبل أسود فقال الحصين أحسن ذو الرمة فغلبت عليه .
وقال الأصمعي أم ذي الرمة امرأة من بني أسد يقال لها ظبية وكان له إخوة لأبيه وأمه شعراء منهم مسعود وهو الذي يقول يرثي أخاه ذا الرمة ويذكر ليلى بنته