مدجج لا يرى منه إلا عيناه وقال حسان بن جبلة الخير قد علمتم أن أبي قد مات وترك كلأ كثيرا فعلي كل خمر أو لحم أو طعام ما أقاموا في سوق الحيرة ثم قام إياس فقال علي مثل جميع ما أعطيتم كلكم .
قال وحاتم لا يعلم بشيء مما فعلوا وذهب حاتم إلى مالك بن جبار ابن عم له بالحيرة كان كثير المال فقال يابن عم أعني على مخايلتي قال والمخايلة المفاخرة ثم أنشد .
( يا مالُِ إِحْدَى خطوب الدَّهْر قد طَرَقَتْ ... يا مالُِ ما أنْتُمُ عنها بزَحْزاحِ ) .
( يا مالُِ جاءَتْ حِيَاضُ الموتِ وارِدَةً ... من بَيْنِ غَمْر فخُضْنَاه وضَحْضاحِ ) .
فقال له مالك ما كنت لأحرب نفسي ولا عيالي وأعطيك مالي .
فانصرف عنه وقال مالك في ذلك قوله .
( إنّا بَنُو عمِّكم لا أنْ نُبَاعِلكم ... ولا نجاوِركم إَلاَّ على نَاحِ ) .
( وقد بلَوتُك إذ نلْتَ الثراءَ فلم ... ألقك بالمالِ إَلاَّ غير مرتاح ) .
قال أبو عمرو الشيباني في خبره ثم أتى حاتم ابن عم له يقال له وهم بن عمرو وكان حاتم يومئذ مصارما له لا يكلمه فقالت له امرأته أي وهم هذا والله أبو سفانة حاتم قد طلع فقال ما لنا ولحاتم أثبتي النظر فقالت ها هو قال ويحك هو لا يكلمني فما جاء به إلي فنزل حتى سلم عليه ورد سلامه وحياه ثم قال له ما جاء بك يا حاتم قال خاطرت على حسبك وحسبي قال في الرحب والسعة هذا مالي - قال وعدته يومئذ تسعمائة بعير - فخذها مائة مائة حتى تذهب الإبل أو تصيب ما تريد فقالت امرأته يا حاتم أنت تخرجنا من