ثم سكتت فسكت الفتى هنيهة ثم قال .
( غَدَرْتِ ولم أغْدِر وخُنْت ولم أخُنْ ... وفي دُونِ هَذَا للمُحِبِّ عَزَاء ) .
( جَزَيْتُكِ ضِعْفَ الوُدَّ ثم صَرَمْتِني ... فحبُّكِ في قلبي إليك أدَاء ) .
فالتفتت إلي وقالت ألا تسمع ما يقول قد أخبرتك قال فغمزته فكف ثم قالت .
صوت .
( تجاهَلْتَ وَصْلِي حِيْنَ لَجَّتْ عمايتِي ... وهلا صرمت الحبل إذ أنا مبصرا ) .
( ولي من قوى الحبل الذي قد قطعته ... نصيب وإذ رأيي جميع موفر ) .
( ولكنَّما آذَنتَ بالصّرْمِ بَغْتةً ... ولستُ على مِثْلِ الذي جئتَ أقْدِرُ ) .
غنى في هذه الأبيات إبراهيم الموصلي ثقيل أول بالوسطى عن عمرو وذكر حبش أن فيها ثاني ثقيل بالبنصر .
قال فقال الفتى مجيبا لها .
( لقد جَعَلَتْ نَفْسي - وأنت اجْتَرَمْتِه ... وكنتِ أحبّ الناس - عنكِ تَطِيبُ ) .
فبكت ثم قالت أو قد طابت نفسك لا والله ما فيك خير بعدها فعليك السلام ثم قامت والتفتت إلي وقالت قد علمت أنك لا تفي بضمانك عنه وانصرفنا .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال حدثنا حماد بن إسحاق قال .
حدثني أبي قال كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئا يستحسنه أطرفني به وأفعل مثل ذلك فجاءني يوما فوقف بين البابين وأنشد لابن الدمينة