جاءنا العباس بن الأحنف يوما وهو كئيب فنشطناه فأبى أن ينشط فقلنا ما دهاك فقال لقيتني فوز اليوم فقالت لي يا شيخ وما قالت ذلك إلا من حادث ملال فقلنا له هون عليك فإنها امرأة لا تثبت على حال وما أرادت إلا العبث بك والمزاح معك فقال إني والله قد قلت أقبح مما قالت ثم أنشدنا .
( هزِئَتْ إذ رأت كئيباً مُعَنَّى ... أقصدَتْهُ الخطوبُ فهو حزينُ ) .
( هزِئَتْ بي ونِلْتُ ما شئتُ منها ... يا لقَوْمي فأيُّنا المغبون ) .
فقلت له لقد انتصفت وزدت .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا علي بن الصباح قال حدثنا أبو ذكوان قال .
كانت لفوز جارية يقال لها يمن وكانت تجيء إلى العباس برسالتها فمضت إلى فوز وقد طلبت من العباس شيئا فمنعها إياه وزعمت أنه أرادها ودعاها إلى نفسه فغضبت فوز من ذلك فكتب إليها .
( لقد زَعَمَتْ يُمْنٌ بأني أرَدْتُها ... على نفسها تَبّاً لذلكَ مِنْ فِعْلِ ) .
( سَلُوا عن قميصي مثلَ شاهِد يُوسفٍ ... فإنّ قميصي لم يكن قُدَّ مِنْ قُبْلِ ) .
أخبرني محمد قال حدثنا أحمد بن إسماعيل قال حدثني سعيد بن حميد قال