بقصيدته التي أولها .
( عُوجا نحيِّ ديار الحيّ بالسندِ ... وهل بتلك الديارِ اليوم من أحدِ ) .
يقول فيها .
( أحين شِيمَ فلم يتركْ لهم ترَةً ... سيفٌ تقلّده الرئبال ذو اللِّبَدِ ) .
( سللتموه عليكمَ يا بني حسنٍ ... ما إنْ لكم من فلاحٍ آخرَ الأبد ) .
( قد أصبحتْ لبنِي العباس صافيةً ... لجدع آناف أهل البغي والحسد ) .
( وأصبحت كلَهاة الليثِ في فمه ... ومَنْ يحاولُ شيئاً في فم الأسد ) .
فوصله أبو جعفر بشيء دون ما كان يؤمل فاحتجن لعياله أكثره وصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة بها فأعجبه الشرب فكره إنفاد ما معه وأحب أن يدوم له ما كان فيه فسأل الخمارة أن تبيعه بنسيئة وأعلمها أنه مدح الخليفة وجماعة من القواد ففعلت وشرهت إلى فضل النسيئة وكان لأبي حية أير كعنق الظليم فأبرز لها عنه فتدلهت وكانت كلما سقته خطت في الحائط فأنشأ أبو حية يقول .
( إذا أسقيتِني كُوزاً بخَطٍّ ... فخُطِّي ما بدا لك في الجدار ) .
( فإن أعطيتني عيناً بدين ... فهاتي العَيْن وانتظري ضِماري ) .
( خرقتُ مقدّماً من جنب ثوبي ... حِيال مكان ذاك من الإِزار )