فارقتهما وأخرجها معك فصار إلى رحله مغموما وشاور ابن عم له يقال له وراد بن عمرو في ذلك فقال له إن في يحيى بن يعمر لرغبة لثروته وكثرة ماله وما ذكرته من جمال ابنته وما نحب أن تفارق زوجتيك وكانت إحداهما ابنة عمه والأخرى من أشجع فتقيم معها السنة بالبصرة ونمضي نحن فإن رغبت فيها تمسكت بها وأقمت بمكانك وإن رغبت في العود إلى بلدك كتبت إلينا فجئناك حتى تنصرف معنا إلى بلدك ففكر ليلة أجمع في ذلك ثم غدا عازما على الرجوع إلى الحجاز وقال .
( لئن أقمتُ بحيث الفيضُ في رجب ... حتى أُهِلَّ به من قابلٍ رَجَبَا ) .
( وراح في السَّفْر ورّاد فهيجني ... ان الغريب إذا هيجته طربا ) .
( إن الغريب يَهيج الحزنُ صَبْوته ... إذا المصاحب حياه وقد ركبا ) .
( قد قلت أمس لوراد وصاحبه ... عُوجا على الخارجيّ اليوم واحتسِبا ) .
( وأبلغا أم سعد أنّ عانيها ... أعيا على شفعاء الناس فاجتنبا ) .
( لما رأيت نجِيَّ القوم قلت لهم ... هل يعدُوَنَّ نجيُّ القوم ما كُتبا ) .
( وقلت إني متى أجلب شفاعتكم ... أندم وإنّ أشقّ الغيّ ما اجتُلِبا ) .
( وإنّ مثلي متى يسمع مقالتكم ... ويعرف العين يندم قبل أن يجبا ) .
( إني وما كبّر الحُجّاج تحملهم ... بُزْل المطايا بجنبي نخلةٍ عُصَبا )