لأدعنه وقومه غرضا لكل لسان ثم قال يهجوه .
( نُبِّئت أشقرَ تَهْجُونا فقلتُ لهمْ ... ما كنتُ أحسبهمْ كانوا ولا خلقوا ) .
( لا يَكْثُرونَ وإن طالت حياتُهُم ... ولو يبول عليهمْ ثعلبٌ غَرِقُوا ) .
( قومٌ من الحَسَبِ الأدنى بمنزلةٍ ... كالفَقْعِ بالقاع لا أصْلٌ ولا وَرَقُ ) .
( إنَّ الأشاقرَ قد أَضْحَوْا بمنزلة ... لو يُرْهَنُون بنَعْلَيْ عبدِنا غَلِقوا ) .
قال وقال فيه أيضا .
( هل تسمَع الأَزْدَ ما يقال لها ... في ساحة الدَّار أم بها صَمَمُ ) .
( اِختَتَنَ القومُ بعد ما هَرِمُوا ... واستعرَبُوا ضَلَّةً وهمْ عَجَمُ ) .
قال فشكاه كعب إلى المهلب وأنشده هذين البيتين وقال والله ما عنى بهما غيرك ولقد عم بالهجاء قومك فقال المهلب أنت أسمعتنا هذا وأطلقت لسانه فينا به وقد كنت غنيا عن هجاء عبد القيس وفيهم مثل زياد فاكفف عن ذكره فإنك أنت بدأته ثم دعا بزياد فعاتبه فقال أيها الأمير اسمع ما قال في وفي قومي فإن كنت ظلمته فانتصر وإلا فالحجة عليه ولا حجة على امرىء انتصر لنفسه وحسبه وعشيرته وأنشده قول كعب فيهم .
( لعلًّ عُبيدَ القيسِ تَحسَب أنَّها ... كتغلبَ في يوم الحفيظةِ أو بَكرِ ) .
( يُضعْضِعُ عبدَ القيسِ في النَّاس مَنصِب ... دنيءٌ وأحسابٌ جُبِرْنَ على كَسْرِ )