( ما كان قَتْلِيها لأني لم أكُنْ ... أبكِي إذا سَقَطَ الذُّبابُ عليها ) .
( لكنْ ضَنَنْتُ على العيون بحُسْنها ... وأنِفْتُ من نَظَر الحسودِ إليها ) .
وهذه الأبيات تروى لغير ديك الجن .
أخبرني بها محمد بن زكريا الصحاف قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن منصور قال كان من غطفان رجل يقال له السليك بن مجمع وكان من الفرسان وكان مطلوبا في سائر القبائل بدماء قوم قتلهم وكان يهوى ابنة عم له وكان خطبها مدة فمنعها أبوها ثم زوجه إياها خوفا منه فدخل بها في دار أبيها ثم نقلها بعد أسبوع إلى عشيرته فلقيه من بني فزارة ثلاثون فارسا كلهم يطلبه بذحل فحلقوا عليه وقاتلهم وقتل منهم عددا وأثخن بالجراح آخرين وأثخن هو حتى أيقن بالموت فعاد إليها فقال ما أسمح بك نفسا لهؤلاء وإني أحب أن أقدمك قبلي قالت افعل ولو لم تفعله أنت لفعلته أنا بعدك فضربها بسيفه حتى قتلها وأنشأ يقول .
( يا طلعة طلع الحمام عليها ... ) .
وذكر الأبيات المنسوبة إلى ديك الجن ثم نزل إليها فتمرغ في دمها وتخضب به ثم تقدم فقاتل حتى قتل وبلغ قومه خبره فحملوه وابنة عمه فدفنوهما قال وحفظت فزارة عنه هذه الأبيات فنقلوها قال وبلغني أن قومه أدركوه وبه رمق فسمعوه يردد هذه الأبيات فنقلوها وحفظوها عنه وبقي عندهم يوما ثم مات