الصمد يوما إلى نزهة وقدمت متيم إلى عبيد الله بن الحسن بن أبي الحر القاضي فاحتاج إلى أن يشهد عليها فأمرها بأن تسفر فلما قدم عبد الصمد قيل له لو رأيت متيم وقد أسفرها القاضي لرأيت شيئا حسنا لم ير مثله فقال عبد الصمد قوله .
( ولما سَرَتْ عنها القناعَ مُتَيَّمٌ ... تَروَّحَ منها العنبريُّ متيَّما ) .
( رأَى ابنُ عبيدِ اللَّه وهو مُحَكَّمٌ ... عليها لها طَرْفاً عليه محكَّما ) .
( وكان قديماً كالحَ الوجهِ عابساً ... فلما رأى منها السفُورَ تبسَّما ) .
( فإن يَصْبُ قلبُ العنبريِّ فقبلَه ... صبا باليتامى قلبُ يحيى بنِ أكثما ) - طويل - .
فبلغ قوله يحيى بن أكثم فكتب إليه عليك لعنة الله أي شيء أردت مني حتى أتاني شعرك من البصرة فقال لرسوله قل له متيم أقعدتك على طريق القافية .
أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن أبي طاهر قال حدثني عبد الله بن أحمد العبدي قال حدثني الأنيسي قال كنت عند إسحاق بن إبراهيم وزاره أحمد بن المعذل وكان خرج من البصرة على أن يغزو فلما دخل على إسحاق بن إبراهيم أنشده .
( أفضلْتَ نُعمَى على قومٍ رَعَيْتَ لَهُمْ ... حقًّا قديماً من الودّ الذي دَرَسا ) .
( وحرمةَ القصْدِ بالآمال إنّهمُ ... أَتَوْا سواكَ فما لاقَوْا به أَنَسا ) .
( لأنت أكرمُ منه عند رفعته ... قَوْلاً وفعلاً وأخلاقاً ومُغْتَرسا ) - بسيط - .
فأمر له بخمسمائة دينار فقبضها ورجع إلى البصرة وكان خرج عنها