مقامهما بها حتى أثريا فحسدهما قوم من ربيعة وقالوا يخفران هذان الضياع في بلدنا فجمعوا لهما جمعا وساروا إليهما فقاتلوهما فقتل أحدهما وعلى الجزيرة يومئذ عبد الملك بن صالح الهاشمي فشكا القيسي أمره إلى وجوه قيس وعرفهم قتل ربيعة أخاه وأخذهم ماله فقالوا له إذا جلس الأمير فادخل إليه ففعل ذلك ودخل على عبد الملك وشكا ما لحقه ثم قال له وحسب الأمير أنهم لما قتلوا أخي وأخذوا مالي قال قائل منهم .
( إشربا ما شربْتُما إنَّ قيساً ... من قتيلٍ وهالكٍ وأسيِر ) .
( لا يَحوزَنَّ أمرَنا مُضَرِيٌّ ... بخفيرٍ ولا بغيرِ خفيِر ) - خفيف - .
فقال عبد الملك أتندبني إلى العصبية وزبره فخرج الرجل مغموما فشكا ذلك إلى وجوه قيس فقالوا لا ترع فوالله لقد قذفتها في سويداء قلبه فعاوده في المجلس الآخر فزبره وقال له قوله الأول فقال له إني لم آتك أندبك للعصبية وإنما جئتك مستعديا فقال له حدثني كيف فعل القوم فحدثه وأنشده فغضب فقال كذب لعمري ليحوزنها ثم دعا بأبي عصمة أحد قواده فقال اخرج فجرد السيف في ربيعة فخرج وقتل منها مقتلة عظيمة فقال كلثوم بن عمرو العتابي قصيدته التي أولها .
( ماذَا شجاكِ بحُوَّارِين من طَللٍ ... ودِمْنةٍ كشفَتْ عنها الأعاصير )