( أَرَيتَ أمراً كنت لم أَبْلُهُ ... أتاني فقال اتّخِذْني خليلا ) .
( فخاللُته ثم أكرمته ... فلم أستفد من لدنْه فتيلا ) .
( وألفيتُه حين جرّبته ... كَذُوبَ الحديث سروقا بخيلا ) .
( فذكَّرته ثم عاتبتُه ... عتاباً رفيقاً وقولاً جميلا ) .
( فألفيتُه غيرَ مستعتِبٍ ... ولا ذاكرِ اللهِ إلا قليلا ) .
( ألستُ حقيقا بتوديعه ... وإتْباع ذلك صَرماً طويلا ) .
فقالوا بلى والله يا أبا الأسود قال تلك صاحبتكم وقد طلقتها لكم وأنا أحب أن أستر ما أنكرته من أمرها فانصرفت معهم .
حدثنا اليزيدي قال حدثنا البغوي قال حدثنا العمري قال كان أبو الأسود أبخر فسار معاوية يوما بشيء فأصغى إليه ممسكا بكمه على أنفه فنحى أبو الأسود يده عن أنفه وقال لا والله لا تسود حتى تصبر على سرار المشايخ البخر .
أخبرني عبد الله بن محمد الرازي قال حدثنا محمد بن الحارث الخراز قال حدثنا المدائني عن أبي بكر الهذلي قال كان علي بن أبي طالب عليه السلام استعمل أبا الأسود على البصرة واستكتب زياد بن أبيه على الديوان والخراج فجعل زياد يسبع أبا الأسود عند علي ويقع فيه ويبغى عليه فلما بلغ ذلك أبا الأسود عنه قال فيه