شرحبيل فضرب ذا السنينة على ركبته فأطن رجله وكان ذو السنينة أخا أبي حنش لأمه أمهما سلمى بنت عدي بن ربيعة بنت أخي كليب ومهلهل فقال ذو السنينة قتلني الرجل فقال أبو حنش قتلني الله إن لم أقتله فحمل عليه فلما غشيه قال يا أبا حنش أملكا بسوقة قال إنه قد كان ملكي فطعنه أبو حنش فأصاب رادفة السرج فورعت عنه ثم تناوله فألقاه عن فرسه ونزل إليه فاحتز رأسه فبعث به إلى سلمة مع ابن عم له يقال له أبو أجأ بن كعب بن مالك بن غياث فألقاه بين يديه فقال له سلمة لو كنت ألقيته إلقاء رفيقا فقال ما صنع بي وهو حي أشد من هذا وعرف أبو أجأ الندامة في وجهه والجزع على أخيه فهرب وهرب أبو حنش فتنحى عنه فقال معد يكرب أخو شرحبيل وكان صاحب سلامة معتزلا عن جميع هذه الحروب .
( ألا أبلغْ أبا حنشٍ رسولاً ... فما لك لا تجيءُ إلى الثوابِ ) .
( تعلّمْ أن خيرَ الناس طُرًّا ... قتيلٌ بين أحجار الكُلابِ ) .
( تداعت حوله جُشَمُ بن بكر ... وأسلمه جعاسيسُ الرِّبابِ ) .
( قتيلٌ ما قتيلُك يابن سَلْمَى ... تضُرُّ به صديقك أو تُحابي ) .
فقال أبو حنش مجيبا له .
( أحاذر أن أجيئكُمُ فَتَحْبُو ... حِباءَ أبيك يوم صُنَيْبِعاتِ ) .
( فكانت غدرةً شنعاء تهفو ... تَقَلَّدها أبوك إلى الممَاتِ )