أخذوا في المضجع من أرض بني كلاب في أرض دمثة تربة فضلت فرس توبة الخوصاء من الليل فأقام واضطجع حتى أصبح وساق أصحابه الإبل وهم ثلاثة نفر سوى توبة المحرز أحد بني عمرو بن كلاب وقابض بن أبي عقيل أحد بني خفاجة وعبد الله بن حمير أخو توبة لأمه وأبيه .
فلما أصبح توبة إذا فرسه الخوصاء راتعة أدنى ظلم قريبة منه ليس دونها وجاح فأشلاها حتى أتته ثم خرج يعدو حتى لحق بأصحابه فانتهوا الى هضبة بكبد المضجع فارتقى توبة فوقها ينظر الطلب فرآه القوم ولم يرهم عند طلوع الشمس وبالت الخوصاء حين انتهت الى الهضبة فقال القوم إنه لطائر أو إنسان .
فركب يزيد بن رويبة وكان أحدث القوم سنا وأمه بنت عم توبة فأغار ركضا حتى انتهى الى الهضبة فإذا بول الفرس وعليه بقية من رغوته وإذا أثر توبة يعرفونه فرجع فخبر أصحابه .
واندفع توبة وأصحابه حتى نزلوا إلى طرف هضبة يقال لها الشجرة من أرض بني كلاب فقالوا بالظهيرة فلم يشعر شعر إلا والإبل قد نفرت وكانت بركا بالهاجرة من وئيد الخيل .
فوثب توبة وكان لا يضع السيف فصب الدرع على السيف متقلده وهلا وداجت القوم فطلب قائم السيف فلم يقدر عليه تحت الدرع فلم يستطع سله فطار إلى الرمح فأخذه فأهوى به طعنا الى يزيد بن رويبة وقد كان يزيد عاهد الله ليقتلنه أو ليأخذنه فأنفذ فخذ يزيد واعتنقه يزيد فعض