وبينه وبينه جرف منكر فضرب لقيط فرسه وأقحمه عليه الجرف فطعنه شريح فسقط .
وقد اختلفوا في ذلك فذكروا أن الذي طعنه جزء بن خالد بن جعفر وبنو عقيل تزعم أن عوف بن المنتفق العقيلي قتله يومئذ وأنشأ يقول .
( ظَلّتْ تلومُ لِما بها عِرْسِي ... جَهْلاً وأنتِ حَليمةٌ أمْسِ ) .
( إنْ تقتلوا بَكْرِي وصاحبَه ... فلقد شَفَيْتُ بسَيْفه نفسي ) .
( فقتلتُه في الشِّعْبِ أوّلَ فارسٍ ... في الشَّرْقِ قبل تَرَحُّلِ الشمس ) .
فزعموا أن عوفا هذا قتل يومئذ ستة نفر وقتل ابن له وابن أخ له .
وأما العلماء فلا يشكون أن شريحا قتله وأرتث وبه طعنات والارتثاث أن يحمل وهو مجروح فإن حمل ميتا فليس بمرتث فبقي يوما ثم مات .
فجعل لقيط يقول عند موته .
( يا ليتَ شَعْرِي عَنْكِ دَخْتَنُوسُ ... إذا أتاك الخبرُ المَرْسُوسُ ) .
( أتَحْلقُ القُرُونَ أم تَمِيسُ ... لا بَلْ تَمِيسُ إنّها عَروسُ ) .
دختنوس بنت لقيط بن زرارة وكانت تحت عمرو بن عمرو بن عدس .
وجعلت بنو عبس يضربونه وهو ميت فقالت دختنوس .
( أَلاَ يالَها الوَيْلاتُ وَيْلاتُ مَنْ بَكَى ... لضَرْبِ بني عَبْس لَقِيطاً وقد قَضَى )