كأن شعر ساعديه حلق الدرع يعذم القوم بلسانه عذم الفرس العضوض .
قال ذلك عتبة بن بشير بن خالد .
قالت ورأيت كهلا إذا أقبل معه فتيان يشرف القوم إليه فإذا نطق أنصتوا .
قال ذلك عمرو بن خويلد والفتيان ابناه زرعة ويزيد .
قالت ورأيت شابا طويلا حسنا إذا تكلم بكلمة أنصتوا لها ثم يؤلون إليه كما تؤل الشول إلى فحلها .
قال ذلك عامر بن مالك .
قال أبو عبيدة فدعا حاجب الحارث بن ظالم فأخبره برأيه وخبر القوم وقال يا بن ظالم هؤلاء بنو عامر قد أتوك فما أنت صانع قال الحارث ذلك إليك إن شئت أقمت فقاتلت القوم وإن شئت تنحيت .
قال حاجب تنح عني غير ملوم .
فغضب الحارث من ذلك وقال .
( لَعَمْرِي لقد جاورتُ في حَيِّ وائلٍ ... ومنْ وائلٍ جاورتُ في حَيِّ تَغْلِبِ ) .
( فأصبحتُ في حيِّ الأراقم لم يَقُلْ ... لِيَ القومُ يا حارِ بنَ ظالمٍ أذْهَبِ ) .
( وقد كان ظَنِّي إذ عقلتُ إليكُم ... بني عُدُسٍ ظَنِّي بأصحاب يَثْرِبِ ) .
( غَداةَ أتاهم تُبَّعٌ في جُنودِهِ ... فلم يُسْلِمُوا المرين من حَيِّ يَحْصُبِ ) .
( فإنْ تَكُ في عُلْيَا هَوازِنَ شَوْكَةٌ ... تُخَافُ ففيكم حَدُّ نابٍ ومِخْلَبِ ) .
( وإِن يَمْنَعِ المَرْءُ الزُّرارِيُّ جارَه ... فأَعْجِبْ بها من حاجبٍ ثم أعْجِب ) .
فغضب حاجب فقال .
( لَعَمْرُ أبيك الخَيْرِ يا حارِ إنني ... لأمْنَعُ جاراً من كُلَيْبِ بن وائلِ ) .
( وقد علِم الحيُّ المَعَدِّيُّ أنّنا ... على ذاك كنّا في الخطوبِ الأوائل )