شبة قال حدثني محمد بن يحيى عن أبيه يحيى بن علي بن حميد .
أن النوار لما كرهت الفرزدق حين زوجها نفسه لجأت إلى بني قيس بن عاصم المنقري ليمنعوها فقال الفرزدق فيهم .
( بني عاصم لا تجنبوها فإنكم ... ملاجِئُ للسوءات دُسْم العَمائِم ) .
( بَني عاصمٍ لو كان حَيّاً أبوكم ... للام بنيه اليومَ قيسُ بن عاصمِ ) .
فبلغهم ذلك الشعر فقالوا له والله لئن زدت على هذين البيتين لنقتلنك غيلة وخلوه والنوار وأرادت منافرته إلى ابن الزبير فلم يقدر أحد على أن يكريها خوفا منه .
ثم إن قوما من بني عدي يقال لهم بنو أم النسير أكروها فقال الفرزدق .
( ولولا أن يقول بنو عدِيٍّ ... ألم تَك أمَّ حَنظلة النَّوارُ ) .
( أَتتكم يا بني مِلْكان عنّي ... قوافٍ لا تُقسّمها التِّجارُ ) .
وقال فيهم أيضا .
( لعمري لقد أردى النّوارَ وساقها ... إلى البور أحلامٌ خِفافٌ عقولُها ) .
( أَطاعت بني أَمّ النُّسَير فأصبحت ... على قَتبٍ يعلو الفلاة دلِيلُها ) .
( وقد سَخِطَت مِنّي النّوارُ الذي ارتضَى ... به قبلَها الأزواجُ خاب رحيلُها )