أبو غسان دماذ عن أبي عبيدة أن رجلا من بني أمية خطب النوار بنت أعين المجاشعية فرضيته وجعلت أمرها إلى الفرزدق فقال لها أشهدي لي بذلك على نفسك شهودا ففعلت واجتمع الناس لذلك فتكلم الفرزدق ثم قال اشهدوا أني قد تزوجتها وأصدقتها كذا وكذا فأنا ابن عمها وأحق بها فبلغ ذلك النوار فأبته واستترت من الفرزدق وجزعت ولجأت إلى بني قيس بن عاصم المنقري فقال فيها .
( بَني عاصمٍ لا تُلْجِئوها فإنكم ... مَلاجيءُ للسَّوْءات دُسْمُ العمائِم ) .
( بني عاصمٍ لو كان حيًّا أبوكُم ... لَلاَمَ بَنِيه اليومَ قيسُ بن عاصم ) .
فقالوا والله لئن زدت على هذين البيتين لنقتلنك غيلة فنافرته إلى عبد الله بن الزبير وأرادت الخروج إليه فتحامى الناس كراءها ثم إن رجلا من بني عدي يقال له زهير بن ثعلبة وقوما يعرفون ببني أم النسير أكروها فقال الفرزدق .
( ولولا أن تقول بنو عَدِيٍّ ... أليستْ أُمْ حَنْظَلةَ النّوارُ ) .
( أتتكم يا بني مِلْكانَ عنِّي ... قوافٍ لا تُقَسِّمها التِّجَارُ ) .
يعني بالنوار هاهنا بنت جل بن عدي بن عبد مناة وهي أم حنظلة بن مالك بن زيد مناة وهي إحدى جداته وقال فيها أيضا .
( سَرَى بالنَّوَار عَوْهُجِيٌّ يَسُوقه ... عُبَيْدٌ قَصِيُر الشِّبْرِ نائي الأقاربِ ) .
( تؤمُّ بلادَ الأمن دائبةَ السُّرَى ... إلى خير والٍ من لُؤَيِّ بن غالب ) .
( فدونكَ عِرْسِي تبتغي نَقْضَ عُقْدتي ... وإبطالَ حقِّي باليمين الكواذب )