وأصونهما لأنفسهما لقد ذكرت بهذه الأودية التي نحن فيها خبر عزة حين خضبت كثيرا فقال ابن عائشة وكيف كان حديث ذلك قلت حدثني من حضره بذلك ومن هاهنا تتفق رواية عمر بن شبة والزبيري قال خرج كثير يريد عزة وهي منتجعة بالصواري وهي الأودية بناحية فدك فلما كان منها قريبا وعلم أن القوم جلسوا عند أنديتهم للحديث بعث أعرابيا فقال له اذهب إلى ذلك الماء فإنك ترى امرأة جسيمة لحيمة تبالط الرجال الشعر قال إسحاق المبالطة أن تنشد أول الشعر وآخره فإذا رأيتها فناد من رأى الجمل الأحمر مرارا ففعل فقالت له ويحك قد أسمعت فانصرف فانصرف إليه فأخبره فلم يلبث أن أقلبت جارية معها طست وتور وقربة ماء حتى انتهت إليه ثم جاءت بعد ذلك عزة فرأته جالسا محتبيا قريبا من ذراع راحلته فقالت له ما على هذا فارقتك فركب راحلته وهي باركة وقامت إلى لحيته فأخذت التور فخضبته وهو على ظهر جمله حتى فرغت من خضابه ثم نزل فجعلا يتحدثان حتى علق الخضاب ثم قامت إليه فغسلت لحيته ودهنته ثم قام فركب وقال .
( إنّ أهل الخِضاب قد تركوني ... مُوزَعاً مُولَعاً بأهل الخضاب ) .
وذكر باقي الأبيات كلها وإلى هاهنا رواية عمر بن شبة فقال ابن عائشة فأنا والله أغنيه وأجيده فهل لكم في ذلك فقلنا وهل لنا عنه