( وتظلُّ تَنْصُفُنا بها قَرَوِيّةٌ ... إبريقُها برقاعِه ملثومُ ) .
( فإذا تعاورتِ الأكُفُّ زُجَاجَها ... نَفَحتْ فشَمَّ رياحَها المزكومُ ) .
فقال الأخطل سمعت بمثل هذا يا شعبي قال إن أمنتك قلت لك قال أنت آمن فقلت له أشعر والله منك الذي يقول .
( وأدْكنَ عاتِقٍ جَحْل رِبَحْلٍ ... صبَحتُ براحِه شَرْباً كِرَاما ) .
( من اللائي حُمِلن على المَطَايا ... كريح المسك تستلّ الزُّكاما ) .
فقال الأخطل ويحك ومن يقول هذا قلت الأعشى أعشى بني قيس ابن ثعلبة فقال قدوس قدوس ناك الأعشى أمهات الشعراء جميعا وحق الصليب .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا أبو غسان دماذ عن أبي عبيدة والهيثم بن عدي وحدثني الصولي قال حدثني الغلابي عن العتبي عن أبيه وذكر هارون بن الزيات عن حماد عن أبيه عن عبد الله بن الوليد عن جعفر بن سعيد الضبي قالوا جميعا قدم الأخطل الكوفة فأتاه الشعبي يسمع من شعره قال فوجدته يتغدى فدعاني أتغدى فأتيته فوضع الشراب فدعاني إليه فأتيته فقال ما حاجتك قلت أحب أن أسمع من شعرك فأنشدني قوله .
( صَرَمتْ أُمَامةُ حبلَنا ورَعُومُ ... ) .
حتى انتهى إلى قوله .
( فإذا تعاورت الأكُفُّ خِتامَها ... نَفَحَتْ فشَمَّ رياحَها المزكومُ )