ذلك حتى قدما أرض الحبشة ونزلاها وكتب عمرو بن العاص إلى أبيه العاص أن اخلعني وتبرأ من جريرتي إلى بني المغيرة وجميع بني مخزوم وذلك أنه خشي على أبيه أن يتبع بجريرته وهو يرصد لعمارة ما يرصد فلما ورد الكتاب على العاص بن وائل مشى في رجال من قومه منهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج إلى بني المغيرة وغيرهم من بني مخزوم فقال إن هذين الرجلين قد خرجا حيث علمتم وكلاهما فاتك صاحب شر وهما غير مأمونين على أنفسهما ولا ندري ما يكون وإني أبرأ إليكما من عمرو ومن جريرته وقد خلعته فقالت بنو المغيرة وبنو مخزوم أنت تخاف عمرا على عمارة وقد خلعنا نحن عمارة وتبرأنا إليك من جريرته فخل بين الرجلين فقال السهميون قد قبلنا فابعثوا مناديا بمكة أنا قد خلعناهما وتبرأ كل قوم من صاحبهم ومما جر عليهم فبعثوا مناديا ينادي بمكة بذلك فقال الأسود بن المطلب بطل والله دم عمارة بن الوليد آخر الدهر فلما اطمأنا بأرض الحبشة لم يلبث عمارة أن دب لامرأة النجاشي فأدخلته فاختلف إليها فجعل إذا رجع من مدخله يخبر عمرو بن العاص بما كان من أمره فجعل عمرو يقول ما أصدقك أنك قدرت على هذا الشأن إن المرأة أرفع من ذلك فلما أكثر على عمرو مما كان يخبره وقد كان صدقه ولكن أحب التثبت وكان عمارة يغيب عنه حتى يأتيه في السحر وكان في منزل واحد معه وجعل عمارة يدعوه إلى أن يشرب معه فيأبى عمرو ويقول إن هذا يشغلك عن مدخلك وكان عمرو يريد أن يأتيه بشيء لا يستطيع دفعه إن هو رفعه إلى النجاشي فال له في بعض ما يذكر له من أمرها إن كنت صادقا فقل لها