أصبحنا بعثنا بمولًى لنا يأتينا بخبره وربما أتينا الباب فسألنا فكان يثقل في كل يوم فإنا لفي منزلنا ليلة إذ سمعنا همساً من بكاء ثم يزيد ذلك ثم سمعنا صوت سلامة القس وهي رافعة صوتها تنوح وتقول .
( لا تَلُمْنا إنْ خَشَعْنا ... أوْ هَمَمْنَا بخُشوعِ ) .
( قد لَعَمْرِي بِتُّ ليلي ... كأخي الداءِ الوجيعِ ) .
( كلَّما أبصرتُ ربعاً ... خالياً فاضتْ دموعي ) .
( قد خلا من سيِّدٍ كان ... لنا غيرَ مُضِيعِ ) .
ثم صاحت وا أمير المؤمنين فعلمنا وفاته فأصبحنا فغدونا في جنازته .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه قال .
قال يزيد بن عبد الملك ما يقر عيني ما أوتيت من أمر الخلافة حتى أشتري سلامة جارية مصعب بن سهيل الزهري وحبابة جارية آل لاحق المكية فأرسل فاشتريتا له فلما اجتمعتا عنده قال أنا الآن كما قال الشاعر .
( فألقتْ عَصاها واستقرّ بها النَّوَى ... كما قَرَّ عيناً بالإِيابِ المسافرُ ) .
فلما توفي يزيد رثته سلامة فقالت وهي تنوح عليه هذا الشعر .
( لا تَلُمْنا إن خَشَعْنا ... أو هَمَمْنا بخُشوعِ ) .
( إذ فقدْنا سَيِّداً كان ... لنا غيرَ مُضيع ) .
( وهو كاللَّيْثِ إذا ما ... عُدَّ أصحابُ الدروع ) .
( يَقْنِصُ الأبطالَ ضرباً ... في مُضِيٍّ ورجوع )