( بَانَ الخليطُ برامتين فودَّعوا ... ) .
فاندفعت أنشده إياه حتى بلغت إلى قوله .
( وتقول بَوْزَعُ قد دَبَبْتَ على العَصَا ... هَلاَّ هَزِئْتِ بغيرنا يا بَوْزَعُ ) .
قال حماد فقال لي جعفر أعد هذا البيت فأعدته فقال إيش هو بوزع قلت اسم امرأة قال امرأة اسمها بوزع هو بريء من الله ورسوله ومن العباس بن عبد المطلب إن كانت بوزع إلا غولا من الغيلان تركتني والله يا هذا لا أنام الليل من فزع بوزع يا غلمان قفاه قال فصفعت والله حتى لم أدر أين أنا ثم قال جروا برجله فجروا برجلي حتى أخرجت من بين يديه وقد تخرق السواد وانكسر جفن السيف ولقيت شرا عظيما مما جرى من ذلك وكان أغلظ من ذلك علي غرامتي السواد والسيف فلما انصرف إلي مطيع جعل يتوجع لي فقلت له ألم أخبرك أني لا أصيب منهم خيرا وأن حظي قد مضى مع من مضى من بني أمية .
رجع الحديث إلى اخبار أبي دلف .
وكان أبو دلف جوادا ممدحا وفيه يقول علي بن جبلة .
( إنما الدُّنيا أبو دُلَفٍ ... بين مَغْزَاهُ ومُحْتَضَرِهْ ) .
( وإذا وَلَّى أبو دُلَفٍ ... وَلَّتِ الدُّنيا على أَثَرِهْ ) .
وهي من جيد شعره وحسن مدائحه وفيها يقول .
( ذادَ وِرْدَ الغَيّ عن صَدَرِهْ ... وارعَوَى واللَّهوُ من وَطَرِهْ )