والله ما استأذنني في المجيء به ولا علمت به حتى رأيته في داري ولا رأيت له وجها قبل ذلك وإنه ليعز علي غضب الأحوص ولكن الحق أولى وكان ينبغي له ألا يعرض نفسه وإياي لما نكره مثله فلما تفرق أهل المجلس بعثت إليه الذنب لك ونحن منه برءاء إذ كنت قد عرفت مذهبي فلم عرضتني للذي كان فقد ساءني ذلك وبلغ مني ولكن لم أجد بدا من الذي رأيت إما حياء وإما تصنعا فرد عليها ليس هذا لك بعذر إن لم تجعلي لي وله مجلسا نخلو فيه جميعا تمحين به ما كان منك قالت أفعل ذلك سرا قال الأحوص قد رضيت فجاءاها ليلا فأكرمتهما ولم تظهر واحدة من جواريها على ذلك إلا عجائز من مواليها وسألها الأحوص وأقسم عليها أن تغنيه من شعره .
( وبالقَفْر دارٌ من جميلةَ هيجتْ ... سوالفَ حُبٍّ في فؤادِكَ مُنْصِبِ ) .
( وكانت إذا تنأى نَوًى أو تفرَّقتْ ... شِدَادُ الهَوَى لم تدرِ ما قولُ مِشْغَبِ ) .
( أسِيلةُ مَجْرَى الدمعِ خُمْصانةُ الحَشَا ... بَرُودُ الثَّنايا ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ ) .
( ترى العينُ ما تهوَى وفيها زيادةٌ ... من الحسنِ إذ تبدو ومَلْهًى لمُلْعِبِ ) .
قال يونس ما لها صوت أحسن منه وابن محرز يغنيه وعنها أخذه وأنا أغنيه فتعجبني نفسي ويدخلني شيء لا أعرفه من النخوة والتيه وقال المحدث لي بهذا الحديث عن يونس إن هذا للأحوص في جميلة والذي عندي أنه لطفيل