( هل إلى أن تَنامَ عَيْني سبيلُ ... ) .
فغناه وكنت حاضرا فقلت أحسن والله يا أمير المؤمنين وما عدا بلحنه معنى شعره فقال المأمون فإنا نرد الحكم إلى من هو أعلم بذلك منك فبعث إلى أبي يعني يحيى المكي فجيء به فخبره بما قلت وما قال وأمر إسحاق برد الصوت فرده فقال يحيى أحسن إسحاق في غنائه وأحسن ابني في استحسانه إلا أن هذا اللحن يحتاج أن يسمع من غير حلق إسحاق فضحك المأمون وأمر لإسحاق بمال وأمر لأبي بمثله ولي بمثله .
قال ولم يكن في إسحاق شيء يعاب إلا حلقه وكان يغلب الناس جميعا بطبعه وحذقه .
قال وأما السبب في علة عين إسحاق وضعف بصره فأخبرني به محمد بن خلف وكيع قال حدثني به أبو أيوب المديني قال حدثني محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي .
أن إبراهيم ابن أخي سلمة الوصيف نازع إسحاق في شيء بين يدي الرشيد من الغناء فرد عليه فشتمه فرد عليه إسحاق واربى في الرد فقال له إبراهيم أترد علي وأنا مولى أمير المؤمنين فقال له اسكت فإنك من موالي العيدين فقال له الرشيد وأي شيء موالي العيدين قال يا أمير المؤمنين يشترى للخلفاء كل صانع وكل ضرب في العبيد للعتق فيكون فيهم الحجام والحائك والسائس فهو أحد هؤلاء الذين ذكرت .
قال وخرج إبراهيم فوقف له على طريقه فلما جاز عليه منصرفا ضرب رأسه بمقرعة فيها معول فكان ذلك سبب ضعف بصر إسحاق .
وبلغ الرشيد الخبر فأمر بأن يحجب عنه إبراهيم وحلف ألا يدخل عليه فدس إلى الرشيد من غناه