دخلت مسجد رسول الله مع نوفل بن مساحق وإنه لمعتمد على يدي إذ مررنا بسعيد بن المسيب في مجلسه فسلمنا عليه فرد سلامنا ثم قال لنوفل يا أبا سعيد من أشعر أصاحبنا أم صاحبكم يعني عبيد الله ابن قيس الرقيات أو عمر بن أبي ربيعة فقال نوفل حين يقولان ماذا فقال حين يقول صاحبنا .
( خليليَّ ما بالُ المَطِيّ كأنّما ... نَراها على الأدبار بالقوم تَنكُصُ ) .
( وقد أَبْعدَ الحادِي سُرَاهنّ وانتحَى ... بهنّ فما يأْلُو عَجُولٌ مُقلِّص ) .
( وقد قُطِّعتْ أعناقُهُنّ صَبابة ... فأنفُسنا ممّا تُكلَّفُ شُخَّص ) .
( يَزِدْنَ بنا قُرْباً فيزدادُ شوقُنا ... إذا زاد طولُ العهد والبعدُ ينقُص ) .
ويقول صاحبكم ما شئت قال فقال له نوفل صاحبكم أشهر بالقول في الغزل أمتع الله بك وصاحبنا أكثر أفانين شعر قال صدقت فلما انقضى ما بينهما من ذكر الشعر جعل سعيد يستغفر الله ويعقد بيده ويعده بالخمس كلها حتى وفى مائة .
قال البكري في حديثه عن عبد الجبار فقال مسلم بن وهب فلما فارقناه قلت لنوفل أتراه استغفر الله من إنشاده الشعر في مسجد رسول الله قال كلا هو كثير الإنشاد والاستنشاد للشعر ولكني أحسبه للفخر بصاحبه