وكان همام بن مرة آخى مهلهلا وعاقده ألا يكتمه شيئا فجاءت إليه أمة له فأسرت إليه قتل جساس كليبا فقال له مهلهل ما قالت فلم يخبره فذكره العهد بينهما فقال أخبرت أن جساسا قتل كليبا فقال است أخيك أضيق من ذلك .
وزعم مقاتل أن هماما كان آخى مهلهلا وكان عاقده ألا يكتمه شيئا فكانا جالسين فمر جساس يركض به فرسه مخرجا فخذيه فقال همام إن له لأمرا والله ما رأيته كاشفا فخذيه قط في ركض فلم يلبث إلا قليلا حتى جاءته الخادم فسارته أن جساسا قتل كليبا فقال له مهلهل ما أخبرتك قال أخبرتني أن أخي قتل أخاك قال هو أضيق استا من ذلك وتحمل القوم وغدا مهلهل بالخيل .
وقال المفضل في خبره فلما قتل كليب قالت بنو تغلب بعضهم لبعض لا تعجلوا على إخوتكم حتى تعذروا بينكم وبينهم فانطلق رهط من أشرافهم وذوي أسنانهم حتى أتوا مرة بن ذهل فعظموا ما بينهم وبينه وقالوا له اختر منا خصالا إما أن تدفع إلينا جساسا فنقتله بصاحبنا فلم يظلم من قتل قاتله وإما أن تدفع إلينا هماما وإما أن تقيدنا من نفسك فسكت وقد حضرته وجوه بني بكر بن وائل فقالوا تكلم غير مخذول فقال أما جساس فغلام حديث السن ركب رأسه فهرب حين خاف فلا علم