إلا ابتعت منه فاخره وبعثت به إليه مع دجاج كان عندنا .
قال فبينا أنا أدور في السوق إذ وقف علي عبد لإسماعيل بن عبد الله يساومني بحمل علف لي فلم أزل أنا وهو حتى أخذه مني بعشرة دراهم وذهب به فطرحه لظهره .
وخرجت عند الرواح أتقاضى العبد ثمن حملي فإذا هو لإسماعيل .
ابن عبد الله ولم أكن دريت .
فلما رآني مولاه حياني ورحب بي وقال هل من حاجة يا أبا إسحاق فأعلمه العبد أن العلف لي .
فأجلسني فتغديت عنده ثم أمر لي مكان كل درهم منها بدينار وكانت معه زوجته فاطمة بنت عباد فبعثت إلي بخمسة دنانير .
قال وراحوا وخرجت بالدنانير ففرقتها على غرمائي وقلت عند ابن عمران عوض منها .
قال فأقام عندي ثلاثا وأتاه جملاه فما فعل بي شيئا .
فبينا هو يترحل وفي نفسه مني ما لا أدري به إذ كلم غلاما له بشيء فلم يفهم فأقبل علي فقال ما أقدر على إفهامه مع قعودك عندي قد والله آذيتني ومنعتني ما أردت .
فقمت مغتما بالذي قال حتى إذا كنت على باب الدار لقيني إنسان فسألني هل فعل إليك شيئا فقلت أنا والله بخير إذ تلف مالي وربحت بدني .
قال وطلع علي وأنا أقولها فشتمني والله يا أبا عبد الله حتى ما أبقى لي وزعم أنه لولا إحرامه لضربني وراح وما أعطاني درهما .
فقلت .
( يا مَنْ يُعيِنُ على ضَيْفٍ أَلَمَّ بنا ... ليس بِذِي كَرَمٍ يُرْجَى ولا دِينِ ) .
( أقام عندي ثلاثاً سُنَّةً سَلَفتْ ... أَغضيتُ منها على الأقذاء والهُونِ ) .
( مسافةُ البيت عَشْرٌ غيرُ مُشْكِلِةٍ ... وأنت تأتيه في شَهْرٍ وعشرينِ ) .
( لستَ تُبالي فَوَاتَ الحَجِّ إن نَصِبتْ ... ذاتُ الكَلاَلِ وأسمنتَ ابنَ حِرقينِ ) .
( تحدّث النَّاسُ عمّا فيك من كَرَمٍ ... هيهاتَ ذاك لِضيفَانٍ المَساكينِ ) .
( أصبحتَ تَخْزُنُ ما تَحْوِي وتجمَعُه ... أبا سُلِيمانَ من أشلاءِ قارونِ )