أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن الحارث عن ابن الأعرابي عن ابن دأب قال .
خرج ركب من ثقيف إلى الشأم وفيهم أمية بن أبي الصلت فلما قفلوا راجعين نزلوا منزلا ليتعشوا بعشاء إذ أقبلت عظاية حتى دنت منهم فحصبها بعضهم بشيء في وجهها فرجعت وكفتوا سفرتهم ثم قاموا يرحلون ممسين فطلعت عليهم عجوز من رواء كثيب مقابل لهم تتوكأ على عصا فقالت ما منعكم أن تطعموا رجيمة الجارية اليتيمة التي جاءتكم عشية قالوا ومن أنت قالت أنا أم العوام إمت منذ أعوام أما ورب العباد لتفترقن في البلاد وضربت بعصاها الأرض ثم قالت بطئي إيابهم ونفري ركابهم فوثبت الإبل كأن على ذروة كل بعير منها شيطانا ما يملك منها شيء حتى افترقت في الوادي .
فجمعناها في آخر النهار من الغد ولم نكد .
فلما أنخناها لنرحلها طلعت علينا العجوز فضربت الأرض بعصاها ثم قالت كقولها الأول ففعلت الإبل كفعلها بالأمس فلم نجمعها إلا الغد عشية .
فلما أنخناها لنرحلها أقبلت العجوز ففعلت كفعلها في اليومين ونفرت الإبل .
فقلنا لأمية أين ما كنت تخبرنا به عن نفسك فقال اذهبوا أنتم في طلب الإبل ودعوني .
فتوجه إلى ذلك الكثيب الذي كانت العجوز تأتي منه حتى علاه وهبط منه إلى واد فإذا فيه كنيسة وقناديل وإذا رجل مضطجع معترض على بابها وإذا رجل أبيض الرأس واللحية فلما رأى أمية قال إنك لمتبوع فمن أين يأتيك صاحبك قال من أذني اليسرى .
قال فبأي الثياب يأمرك قال بالسواد .
قال هذا خطيب الجن كدت والله أن تكونه ولم