تفاخر مولى لعمر بن أبي ربيعة ومولى للحارث بن خالد بشعريهما فقال مولى الحارث لمولى عمر دعني منك فإن مولاك والله لا يعرف المنازل إذا قلبت يعني قول الحارث .
( إني وما نَحَروا غداةَ مِنًى ... عند الجِمار تَؤُودها العُقْلُ ) .
( لو بُدِّلتْ أعلى مَسَاكنِها ... سُفْلاً وأصبح سُفْلُها يَعْلُو ) .
( فَيكاد يعرِفها الخبيرُ بها ... فيرُدّه الإِقُدْاءُ والمَحْلُ ) .
( لعرفتُ مَغْناها بما احتمَلتْ ... منّي الضلوعُ لأهلها قَبْلُ ) .
قال عمر بن شبة وحدثني محمد بن سلام بهذا الخبر على نحو مما ذكره أبو غسان وزاد فيه فقال مولى ابن أبي ربيعة لمولى الحارث والله ما يحسن مولاك في شعر إلا نسب إلى مولاي .
قال ابن سلام وأنشد الحارث بن خالد عبد الله بن عمر هذه الأبيات كلها حتى انتهى إلى قوله .
( لعرفتُ مغناهَا بما احتملتْ ... منّي الضلوعُ لأهلها قبلُ ) .
فقال له ابن عمر قل إن شاء الله قال إذا يفسد بها الشعر يا عم فقال له يابن أخي إنه لا خير في شيء يفسده إن شاء الله .
قال عمر وحدثني هذه الحكاية إسحاق بن إبراهيم في مخاطبته لابن عمر ولم يسندها إلى أحد وأظنه لم يروها إلا عن محمد بن سلام .
وأخبرني محمد بن خلف بن المرزبان عن أبي الفضل المروروذي عن إسحاق عن أبي عبيدة فذكر قصة الحارث مع ابن عمر مثل الذي تقدمه