@ 9 @ .
فإن قيل فكيف يلزم الوفاء بعقد الجاهلية حين كانوا يقولون هدمي هدمك ودمي دمك وهم إنما كانوا يتعاقدون على النصرة في الباطل .
قلنا كذبتم إنما كانوا يتعاقدون على ما كانوا يعتقدونه حقا وفيما كانوا يعتقدونه حقا ما هو حق كنصرة المظلوم وحمل الكل وقرى الضيف والتعاون على نوائب الحق وفيه أيضا باطل فرفع الإسلام من ذلك الباطل بالبيان وأوثق عرى الجائز وألحق منه بالأمر بالوفاء بإتيانهم نصيبهم فيه كما تقدم من النصيحة والرفادة والنصرة وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم المؤمنون عند شروطهم معناه إنما تظهر حقيقة إيمانهم عند الوفاء بشروطهم .
وقال صلى الله عليه وسلم أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج ثم قال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله فهو من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان اشترط مائة شرط .
فبين أن الشرط الذي يجب الوفاء به ما وافق كتاب الله تعالى أي دين الله تعالى كذلك لا يلزم الوفاء بعقد إلا أن يعقد على ما في كتاب الله وعلى المسلمين أن يلتزموا الوفاء بعهودهم وشروطهم إلا أن يظهر فيها ما يخالف كتاب الله فيسقط