@ 419 @ أو بقيت على رأي آخرين والأول أصح حسبما بيناه في الأصول ظهر المقدور بالنسبة إلى القدرة إن كان كثيرا فكثيرا أو قليلا فقليلا وكذلك تظهر المفعولات بحسب ما يلقي الله في القلوب من الطمأنينة فإذا ائتلفت القلوب على الأمر استتب وجوده واستمر مريره وإذا تخلخل القلب قصر عن النظر وضعفت الحواس عن القبول والائتلاف طمأنينة للنفس وقوة للقلب والاختلاف إضعاف له فتضعف الحواس فتقعد عن المطلوب فيفوت الغرض وذلك قوله ( ! < ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم > ! ) وكنى بالريح عن اطراد الأمر ومضائه بحكم استمرار القوة فيه والعزيمة عليه وأتبع ذلك بالأمر بالصبر الذي يبلغ العبد به إلى كل أمر متعذر بوعده الصادق في أنه مع الصابرين $ الآية الرابعة عشرة $ .
قوله ( ! < فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون > ! ) .
فيها مسألتان $ المسألة الأولى قوله ( ! < فإما تثقفنهم > ! ) يعني تصادفهم وتلقاهم يقال ثقفته أثقفته ثقفا إذا وجدته وفلان ثقف لقف أي سريع الوجود لما يحاول من القول وامرأة ثقاف هكذا قال أهل اللغة وهو عندي بمعنى الحبس ومنه رجل ثقف أي يقيد الأمور بمعرفته $ المسألة الثانية قوله تعالى ( ! < فشرد بهم من خلفهم > ! ) $ .
أي افعل بهم فعلا من العقوبة يتفرق به من وراءهم ومنه شرد البعير والدابة إذا فارق صاحبه ومألفه ومرعاه وهذا أحد الأقسام الخمسة التي للإمام في الأسرى من المن والفداء والاسترقاق والجزية والقتل وقد مهدناها في مسائل الخلاف ويأتي ها هنا وفي سورة محمد عليه السلام وهذا يعتضد بالآية التاسعة عشرة ( ! < ما كان لنبي أن يكون له أسرى > ! ) على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى