وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : فقد تقول : أين بيتك فأزورَك وكم مالك فأزيدَك عليه فتعطف بالفعل المنصوب وليس قبله فعل ولا مصدر فما الفرق بين " ذلك وبين صه " .
قيل : هذا كلام محمول على معناه ألا ترى أن قولك " أين بيتك " قد دخله معنى أخبرني فكأنه قال : ليكن منك تعريف لي ومنّي زيارة لك .
فإن قيل : ( وكيف ذلك ) أيضا هلاَّ جاز صه فتسلَم لأنه محمول على معناه ألا ترى أنّ قولك : صه في معنى : ليكن منك سكوت فتسلَم .
قيل : يفسد هذا من قِبل أن صه لفظ قد انصُرِف إليه عن لفظ الفعل الذي هو اسكت وترك له ورفض من أجله . فلوذهبت تعاوده وتتصوّره أو تتصوّر مصدره لكانت تلك معاودة له ورجوعا إليه بعد الإبعاد عنه والتحامي للَّفظ به فكان ذلك يكون كادّغام الملحَق لما فيه من نقض الغرض . وليس كذلك أين بيتك لأن هذا ليس لفظا عدل إليه عن : " عَرِّفني بيتك " على وجه التسمية له به ولأن هذا قائم في ظّله الأوّل من كونه مبتدأ ( وخبرا ) وصه ومه قد تنوهِي في إبعاده عن الفعل البتَّة ألا تراه يكون مع الواحد والواحدة والاثنين والاثنتين وجماعة الرجال والنساء : صه على صورة واحدة ولا يظهر فيه ضمير على قيامه بنفسه وشبهه بذلك بالجملة المرَّكبة . فلمَّا تناءى عن الفعل هذا التنائي وتنوِسيتْ أغراضه فيه هذا التناسي لم يجزُ فيما بعد أن تراجَع أحكامُه وقد دَرَست معارفه وأعلامُه فاعرف ذلك