وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بل إذا كانوا قد حذفوا الملحق للملحق فحذف الملحق لذى المعنى - وهو الميم - أقوى وأحجى . وكأنهم إنما أسرعوا إلى حذف الأصلى للزائد تنويها به وإعلاء له وتثبيتا لقدمه في أنفسهم وليُعلموا بذلك قدره عندهم وحرمته في تصورهم ولحاقة بأصول الكلم في معتقدهم ألا تراهم قد يقرونه في الاشتقاق مما هو فيه إقرارهم الأصول وذلك قولهم : قرنيت السقاء اذا دبغته بالقرنوة فاشتق الفعل منها وأقرت الواو الزائدة فيها حتى أبدلت ياء في قرنيت . ومثله قولهم : قلسيت الرجل فالياء هنا بدل من واو قلنسوة الزائدة ومن قال قلنسته فقد أثبت أيضا النون وهي زائدة . وكذلك قولهم : تعفرت الرجل إذا خبث فاشتق من العفريت وفيه التاء زائدة .
فنظير تقويتهم أمر الزائد وحذف الأصل له قول الشاعر : .
( أميل مع الذِمام على ابن عمّى ... وأحمل للصديق على الشقيق ) .
وجميع ما ذكرناه من قوة الزائد عندهم وتمكنه في انفسهم يضعف قول من حقر تحقير الترخيم ومن كسر على حذف الزيادة . وقد ذكرنا هذا . إلا أن وجه جواز ذلك قول الآخر : .
( كيما أُعِدّهم لأبعد منهم ... ولقد يجاء إلى ذوى الأحقادِ )