وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب في إيراد المعنى المراد بغير اللفظ المعتاد .
اعلم أن هذا موضع قد استعملته العرب واتبعتها فيه العلماء . والسبب في هذا الاتساع أن المعنى المراد مُفاد من الموضعين جميعا فلما آذنا به وأديا إليه سامحوا أنفسهم في العبارة عنه إذ المعانى عندهم أشرف من الألفاظ . وسنفرد لذلك بابا .
فمن ذلك ما حكاه أبو الحسن : أنه سأل أعرابيا عن تحقير الحبارى فقال : حبرور . ( وهذا ) جواب من قصد الغرض ولم يحفل باللفظ إذ لم يفهم غرض أبى الحسن فجاء بالحُبرور لأنه فرخ الحبارى . وذلك أن هذا الأعرابي تلقى سؤال أبى الحسن بما هو الغرض عند الكافة في مثله ولم يحفل بصناعة الإعراب التي إنما هي لفظية ولقوم مخصوصين من بين أهل الدنيا أجمعين . ونحو من ذلك أنى سألت الشجرى فقلت : كيف تجمع المحر نجم فقال : وأيش فرقة حتى أجمعه ! وسألته يوما ( فقلت ) : كيف تحقر الدمكمك فقال : شخيت . فجاء بالمعنى الذي يعرفه هو ولم يراع مذهب الصناعة .
ونحو من هذا ما يحكى عن أبى السمال أنه كان يقرأ : ( فحاسوا خلال الديار ) فيقال له : إنما هو فجاسوا فيقول : جاسوا وحاسوا واحد . وكان أبو مهدية إذا أراد الأذان قال : الله أكبر مرتين أشهد أن لا إله إلا الله مرتين ثم كذلك إلى آخره . فإذا قيل له : ليست السنة كذلك إنما هي : الله أكبر الله أكبر أشهد