وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن ذلك ما يدعيه الكوفيون من زيادة واو العطف نحو قول الله - D - ( حَتَّى إذاَ جَاءُوهَا وفُتِحَتْ أَبْوابُهَا ) ( قالوا : الواو هنا زائدة مخرجة عن العطف . والتقدير عندهم فيها : حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) . وزيادة الواو أمر لا يثبته البصريون . لكنه عندنا على حدف الجواب أي حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها كذا وكذا صُدقوا وعدهم وطابت نفوسهم ونحو ذلك مما يقال في مثل هذا .
وأجاز أبو الحسن زيادة الواو في خبر كان نحو قولهم : كان ولا مال له أي كان لا مال له . ووجه جوازه عندى شبه خبر كان بالحال فجرى مجرى قولهم : جاءنى ولا ثوب عليه أي جاءني عاريا .
فاما ( هل ) فقد اخرجت عن بابها إلى معنى قد نحو قول الله - سبحانه - ( هلْ اتى على الإنسانِ حِينُ من الدهر ) قالوا : معناه : قد أتى عليه ذلك . وقد يمكن عندي أن يكون مبقاة في هذا الموضع على بابها من الاستفهام فكأنه قال - والله أعلم - : هل أتى على الانسان هذا فلا بد في جوابه من ( نعم ) ملفوظا بها أو مقدرة أي فكما أن ذلك كذلك فينبغى للإنسان أن يحتقر نفسه ولا يبأى بما فتح له . وهذا كقولك لمن تريد الاحتجاج عليه : بالله هل سألتنى فأعطيتك ! أم هل زرتنى فأكرمتك ! . أي فكما أن ذلك كذلك فيجب أن تعرف حقى عليك وإحسانى إليك . ويؤكد هذا عندك قولهُ تعالى ( إنّا خَلَقْنا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً . إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ) أفلا تراه - عز اسمه - كيف عدد عليه أياديه وألطافه له