وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فمتى رأيت الشاعر قد ارتكب مثل هذه الضرورات على قبحها وانخراق الأصول بها فاعلم أن ذلك على ما جشمه منه وإن دلَّ من وجه على جوره وتعسفه فإنه من وجه آخر مؤذن بصياله وتخمطه وليس بقاطع دليل على ضعف لغته ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته . بل مثلُه في ذلك عندي مثل مُجرى الجمُوح بلا لجام ووارد الحرب الضرُوس حاسرا من غير احتشام . فهو وإن كان ملوما في عُنفه وتهالكه فإنه مشهود له بشجاعته وفيض منته ألا تراه لا يجهل أن لو تكفر في سلاحه أو أعصم بلجام جواده لكان أقرب إلى النجاة وأبعد عن الملحاة لكنه جشم ما جشمه على علمه بما يعقب اقتحامُ مثله إدلالا بقوة طبعه ودلالة على شهامة نفسه . ومثله سواءً ما يحكى عن بعض الأجواد أنه قال : أَيرى البخلاء أننا لا نجد بأموالنا ما يجدون بأموالهم لكنا نرى أن في الثناء بإنفاقها عوضا من حفظها ( بإمساكها ) . ونحو منه قولهم : تجوع الحُرة ولا تأكل بثدييها وقول الآخر : .
( لا خير في طمَع يُدنى إلى طَبعَ ... وغُفَّة من قِوام العيش تكفينى )